تشاءم الاتحاديون كثيرا بسبب المشكلة القائمة بين قائد الفريق الأول لكرة القدم محمد نور ومدرب الفريق مانويل جوزيه (برتغالي) ومرجع التشاؤم الاتحادي كون هذا الأمر يعد نذيرا سيئا لما سيكون عليه الموسم الاتحادي الجديد في ظل أن الموسم الماضي بدأ بمشكلة مماثلة لنفس اللاعب ولكن بتفاصيل مختلفة كان نتاجها خروج الفريق من البطولة الآسيوية وخسارة صدارته لسلم الترتيب وخروجه ببطولة وحيدة هي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال.
القضية الجديدة لمحمد نور شابها غموض كبير بسبب تحفظ الطرفين نور وجوزيه في الحديث عن تفاصيلها الحقيقية ومن الذي استعدى الآخر عليه وظلت التسريبات تنهمر من كلا المعسكرين إن جاز التعبير بدون مصدر رسمي للمعلومة وهذا السبب الحقيقي في ضخامة كرة الثلج بين القائد الفني والقائد الميداني.
فصول القضيـــة بدأت بعد انطلاقة تدريبات الفريق الاتحادي في السادس والعشرين من شهر يونيو الماضي وتحديدا صباح يوم السبت وحضر ذلك التدريب محمد نور وتسعة من زملائه فقط وفي المساء حضر جميع اللاعبين واجتمــع بهم مانويل جوزيه وطالبهم بالانضباط في التدريبات وأنه لن يســـمح لأي لاعب بالتغيب عن التدريبات أبدا.
استمرت الحال على خير ما يرام لمدة خمسة أيام فقط وفي اليــوم السادس للتدريب المصادف يوم الخميس مطلع شهر يوليو الجاري غاب نور عن التدريب الصباحي الذي كان معدا لإجراء الكشف الطبي الاعتيادي لجميع اللاعبين وعندما حضر في المساء كان يلف يده اليمنى برباط طبي بداعي الإصابة ولم يدخل في التدريب ولم يجر الكشف الطبي الذي طالبه به المدرب مانويل جوزيه بحسب تسريبات المدرب.
في اليوم الذي يليه الجمعة الثاني من يوليو غاب نور عن التدريبات وهو الأمر نفسه الذي تكرر في يوم السبت مما جعل المدرب يجتمع بالجهاز الإداري في الفريق ويطلب منهم معرفة أسباب غياب اللاعب عن التدريبات.
في يوم الأحد الرابع من يوليو حضر نور في المساء واجتمع مع مدير الفريق حمد الصنيع ومسؤول الاحتراف منصور اليامي وأوضح لهم أسباب غيابه عن التدريبات لتأتي التسريبات من المدرب جوزيه بأنه طلب من اللاعب إجراء الكشف الطبي قبل أن يفتح معه أي موضوع للنقاش.
في يوم الإثنين أصدر مانويل جوزيه قرارا باستبعاد نور من معسكر الفريق في البرتغال معللا ذلك برفض اللاعب لإجراء الكشف الطبي ومواصلته التغيب عن التدريبات دون عذر.وغادرت البعثة الاتحادية يوم الثلاثاء السابع من يوليو إلى معسكر الفريق في البرتغال بدون محمد نور.
من هنا بدأت المحاولات الشرفية والإدارية الحثيثة لإذابة الخلاف الحاصل بين المدرب واللاعب وسعيها لإلحاق نور بالمعسكر إلا أن المدرب البرتغالي رفض ذلك رفضا قاطعا وصد كل التوسلات الشرفية والجماهيرية من أجل الجلوس مع اللاعب وإذابة الجليد بينهما واستمرت هذه المحاولات لمدة عشرة أيام وتحديدا إلى يوم السبت العاشر من يوليو عندما تسربت معلومات من داخل النادي تفيد بان النادي سلم اللاعب محمد نور خطابا يطالبه فيه بأداء التدريبات في صالة الحديد في النادي بناء على رغبة المدرب مانويل جوزيه وأن محمد نور رفض استلام هذا الخطاب.
في اليوم التالي شهدت التدريبات الاتحادية في مدينة ابيدوش مقر معسكر الفريق في البرتغال محاولات من قبل لاعبي الفريق ونجوم الصف الأول لإقناع مانويل جوزيه بالسماح لنور بالحضور وأداء التدريبات معهم إلا أن هذا الطلب قوبل بتعنت المدرب بل وعدم رضاه عن تدخل اللاعبين في الأمر.
في الثاني عشر من يوليو كشف رئيس النادي إبراهيم علوان أن قائد الفريق محمد نور سيبقى في جدة ولن يغادر إلى البرتغال وأنه ابن من أبناء النادي وسيظل اتحاديا في إشارة واضحة لرفض المدرب استدعاء اللاعب نهائيا.
ووصولا إلى موعد تدريبات الفريق الاولمبي الاتحادي التي انطلقت السبت الماضي كان الجميع ينتظر أن يبدأ نور تدريباته خلالها بناء على تعليمات المدرب ولكن اللاعب فاجأ الجميع ولم يحضر للتدريبات لكن رئيس النادي علوان قال قبل أن يغادر إلى البرتغال ليل الثلاثاء الماضي بأن اللاعب سيتدرب منفردا وليس مع الفريق الاولمبي وبرفقة المدرب مانويل قوميز الذي تعاقدت معه الإدارة للإشراف على الفريق الأولمبي واستطاع علوان بهذا الحل أن يمسك العصا من المنتصف فمن جهة لم يجبر اللاعب على التدريبات مع الفريق الأولمبي وفي نفس الوقت أعاده للتدريبات وهو ما سيجهز اللاعب بدنيا لحين عودة الفريق من البرتغال وإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.
وعند الحديث عن هذه القضية فلا بد أن نتطرق للتسريبات التي كانت تخرج من جهة معسكر محمد نور ولعل من أهم أسباب عدم وضوح الحقيقة هي تحفظ نور عن الحديث تماما وإصراره على السكوت وعدم البوح بالأسباب التي دعته إلى مقاطعة التدريبات مما جعله أمام المتابعين لاعبا مخلا بالنظام بعد رفضه إجراء الكشف الطبي.
مصادر مقربة من نور قالت للرياضية إن رواية المدرب غير صحيحة البتة بل أصرت على أن جوزيه بيت النية لقائد الفريق وكان ينتظر أي زلة منه وهو ما حصل عندما غاب نور عن تدريب صباح يوم الخميس الأول من شهر يوليو الجاري وأن اللاعب حضر في تدريب المساء من نفس اليوم إلا أنه واجه تعاملا جافا من المدرب الذي رفض الحديث معه وطرده من التدريب أمام جميع زملائه بقوله له (go home) " اذهب إلى بيتك" بدون أن يسأله لماذا غاب عن التدريب وما هي الإصابة التي يعاني منها وجعلته يضع رباطا طبيا على يده اليمنى، وتضيف المصادر بأن اللاعب خرج غاضبا من التدريب وانتظر أن يتلقى اتصالا في اليوم الثاني ليفسر له سبب غضب المدرب غير المبرر ولكن نور تفاجأ بأحد زملائه في الفريق يخبره بأن المدرب قال عنه بعد نهاية المران (إنني دربت لاعبين يفوقون في نجوميتهم نجومية نور وأنهم في مقام أعلى منه لدرجة أن نور يتشرف بربط أحذيتهم؟؟) هذا الحديث جعل نور يستشيط غضبا واعتبر ذلك إهانة كبيرة له ولتاريخه مع الفريق الاتحادي.
فيما مصادر إدارية نفت تلك الرواية وقالت بأنه حدث خطأ في ترجمة حديث المدرب مانويل جوزيه للاعبين وأن المدرب لم يقل هذا الكلام بل قال إنه يحب اللاعبين النجوم ويتشرف بربط أحذيتهم متى ما كانوا نجوما حقيقيين ولكن هذه التفسيرات لم تلق أذنا لدى نور واعتبر ذلك نوعا من محاولة مداراة الأمر عنه.
وتواصل المصادر المقربة من اللاعب حديثها أن نور تلقى اتصالا من مدير الفريق حمد الصنيع ومسؤول الاحتراف منصور اليامي طالباه بالحضور للنادي لمناقشة مشكلته وحضر اللاعب للنادي وشرح لهم أسباب غيابه واعتراضه على طريقة تعامل المدرب معه وإحساسه بالإهانة المقصوده من المدرب , مطالبا الصنيع بضرورة جمعه بالمدرب في حضورهم لمناقشة ما حدث إلا أن اللاعب تفاجأ برفض ذلك واكتفاء المدرب بالقول اجعلوه يجري الكشف الطبي أولا ومن ثم لكل حادث حديث, وكشفت المصادر أن المدرب لم يكتف بذلك بل أرسل مساعده المدرب الوطني حسن خليفة إلى محمد نور ليبلغه بأنه لا يريده في التدريبات في الوقت الحالي , مما جعل اللاعب يعتبر ذلك بمثابة التدخل السافر من خليفة في شؤونه مع المدرب في ظل وجود خلفية لخلافات سابقة بين نور وحسن خليفة عندما منع الأخير اللاعب في الموسم الماضي من حضور مراسم دفن (خالة) محمد نور أثناء معسكر الفريق قبيل مباراة الوحدة دوريا وإصراره على اللاعب أن يبقى في المعسكر وألا يغادره وإلا فإنه لن يشركه في المباراة مما تسبب في حدوث شرخ في علاقة الطرفين منذ ذلك الوقت مع العلم بأن اللاعب لم يذهب لحضور مراسم الدفن وشارك في اللقاء.
وروت المصادر المقربة من اللاعب أن نور لم يتلق أي خطاب يفيد بتحويله إلى التدريبات مع الفريق الأولمبي إطلاقا وأن هذا الحديث عار عن الصحة تماما وطالب من يقول بهذا القول أن يثبت ذلك من خلال عرض الخطاب الذي أرسل للاعب.
بقي أن نشير إلى أن المحاولات الشرفية والإدارية لم تتوقف للحظة واحدة وأن اللاعب كاد يلتحق بمعسكر الفريق غير مرة طوال الفترة الماضية إلا أن كل تلك المحاولات كانت تصطدم برفض المدرب وتعنتــــه المستمر وعدم قبوله الجلوس مع اللاعب والسماح له باللحاق بمعسكر الفريق في البرتغال أبدا.
رئيس النادي الجديـــد إبراهيم علوان وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه فقضية نور كانت أول المشاكل التي واجهته بعد توليه منصب الرئاسة بالتكليف وقد نأى علوان بنفسه عن الخوض في تفاصيل ما يحدث محاولا تقريب وجهات النظر بين المدرب واللاعب وقد استطاع أن يوجد حلا وسطا من خلال إقناعه اللاعب بالتدرب منفردا مع مدرب الفريق الأولمبي بعيدا عن اللاعبين الأولمبيين لتجنيب اللاعب الشعور بأنه معاقب ومن جهة أخرى غادر بنفسه للبرتغال لعله يقنع المدرب بالتنازل عن تشدده في رأيه والتعامل مع اللاعب بطريقة مرنه قليلا مغلبا في ذلك مصلحة الفريق وأهمية اللاعب على خارطة التشكيلة الاتحادية.
أقوال المدرب
غاب عن التدريب الصباحي الذي
كان معدا لإجراء الكشف الطبي
توجيه الجهاز الإداري لمعرفة أسباب غياب اللاعب.
طلب إجراء الكشف الطبي قبل فتح أي
موضوع للنقاش
أحب اللاعبين النجوم وأتشرف بربط أحذيتهم
رفض اللاعب إجراء الكشف ومواصلة الغياب
إرسال حسن خليفة لإبلاغ نور
بأن المدرب لا يريده
استبعاد نور من معسكر الفريق
في البرتغال
رفض وساطات اللاعبين بالسماح لنور بالحضور
أداء التدريبات في صالة الحديد في النادي
أقوال اللاعب
جوزيه بيت النية وكان ينتظر أية زلة
إصابة اليد وراء الغياب عن الحصة
الصباحية
المدرب رفض الحديث وطردني من التدريب بقوله (go home)
المدرب قال ( دربت لاعبين يفوقون في نجوميتهم نجومية نور وأنهم في مقام أعلى منه لدرجة أن نور يتشرف بربط أحذيتهم)
مطالبة الصنيع بضرورة جمعه بالمدرب لمناقشة ما حدث إلا أنه تفاجأ برفض ذلك
التدخل السافر من المدرب حسن خليفة في شؤونه مع المدرب في ظل وجود خلافات سابقة بين اللاعب وخليفة
لم يتلق أي خطاب يفيد بتحويله إلى التدريبات
مع الفريق الأولمبي
مَــنتدىَ آلــ غَ ـــلبآ نـــسوقَ آلــحيه
